أسئلة يفكر فيها الجميع.......وهاهي الاجابة

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
ثم أما بعد فمازلنا في حديثنا عن أركان الإيمان الستة وكنا تكلمنا في الموضوع السابق عن أهم مفاهيم الإيمان بالكتب
وسنتكلم في هذا الموضوع إن شاء الله عن أهم مفاهيم الإيمان بالرسل وأرجوا ممن يقرأ موضوعاتي أن يتوسع فيها لأنها لا تحيط بكل جوانب الموضوع لكن بأهم هذه الجوانب فقط

من هو النبي أو الرسول وهل هناك فرق بينهما وكم عددهم ؟

استنبطت تعريف للنبي والرسول لأني لم أجد تعريفاً محدداً في كتاب الشيخ الأشقر وكلامي هنا ليس عن المعنى اللغوي لكن عن المعنى الشرعي
النبي أو الرسول هو رجل من بني آدم أوحى إليه المولى عز وجل بتبليغ رسالة التوحيد فإن كان أرسل بشرع جديد فهو رسول وإن كان لتذكير الناس بشرع رسول سابق فهو نبي
ويتضح من التعريف الفرق بين النبي والرسول وأن كل رسول نبي وليس العكس
أما عدد الأنبياء فهم مائة وأربعة وعشرون ألف نبي والرسل ثلاثمائة وبضعة عشر رسولاً

ماذا يعني الإيمان بالرسل ؟؟


الإيمان بالرسل من أركان الإيمان بالله ولا يتحقق إيمان بدون الإيمان بالرسل
والإيمان بأن المولى سبحانه وتعالى قد أرسل رسلاً من البشر وأن هؤلاء الرسل والأنبياء لم يقصروا في دعوة الناس إلى التوحيد وإلى مكارم الأخلاق وإن اختلفت الشرائع
وأن الواجب علينا الإيمان بكل الرسل لا نفرق بين رسول ورسول وأن من كذب رسولاً فقد كذب الرسل جميعاً ويكون كافر بالله
أما من ادعى أنه يؤمن بالله لكنه كفر بالرسل أو بأحدها فهو عند الله كافر لأننا لم نعلم الإيمان ولا التوحيد ولا العبودية الحقه إلا من خلال هؤلاء الرسل
يقول المولى سبحانه وتعالى

إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (150) أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (151) وَالَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا
فاليهود لا يؤمنون بعيسى عليه السلام والنصارى لا يؤمنون بنبينا عليه أفضل الصلاة والسلام فينطبق عليهم الحكم السابق

لكن ما الحاجة إلى إرسال رسل ألم يفطر الله الإنسان على معرفة الحسن من القبيح والنافع من الضار ؟؟

بالفعل فطر الله الإنسان على معرفة الكثير من جوانب الحسن والقبيح وميزه بهذا وكذلك الفطرة على معرفة أغلب جوانب الضار والنافع وهذه الأخيرة فطرة مشتركة بينه وبين الحيوانات
لكن هناك عدة أمور لا يستطيع العقل البشري الاهتداء إليها ومنها

* معرفة الله بأسمائه وصفاته و معرفة تفاصيل شرعه ودينه معرفة ما يحب الله وما يسخطه معرفة ما أعد لعباده الصالحين من جنة ونعيم وما أعد للعاصين من جحيم وسعير

* أن الذي يدركه العقل عن طريق الحسن والقبح يدركه على سبيل الإجمال لكن
التفاصيل و الجزئيات تكون دائماً في شرع الأنبياء فالعقل دائماً يستحسن العدل إجمالاً لكن هل كون فعل معين ظلم أو عدل هو ما يعجز العقل عن إدراكه

* قد يحتوي الفعل الواحد على مصالح ومفاسد فلابد من معرفة الشرع المبلغ عن طريق الأنبياء حتى نعلم هل مفسدته أرجح أم مصلحته

هل هناك خصائص معينة للأنبياء تميزهم عن غيرهم؟؟

نعم هناك خصائص للأنبياء ليست لغيرهم من بني آدم نوجزها فيما يلي

1- الوحي

وهي من أهم خصائص الأنبياء والمرسلين أن يوحي إليهم المولى سبحانه وتعالى بشرع يبلغونه
وهي تختلف عن الإلهام الذي قد يقع لغيرهم من البشر

2- العصمة
وهي من عدة وجوه فهم معصومون من كتم تبليغ الرسالة أو التقصير في ذلك
وهم معصومون من الوقوع في الكبائر من الذنوب
والأمة الإسلامية مجمعة علىأن نسبة اليهود والنصارى للأنبياء الوقوع في الزنا أو السرقة أو صناعة الأصنام هي من القبائح التي لا يجوز نسبتها للأنبياء عليهم السلام وهم معصومون منها
لكنهم ليسوا معصومين من الوقوع في الأخطاء الصغيرة أو من الخطأ في الاجتهاد في حكم معين أو قضاء معين

3- تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم

لقوله صلى الله عليه وسلم - إنا معاشر الأنبياء تنام أعيننا ولا تنام قلوبنا-

4- تخيير الأنبياء عند الموت

وهذا مما تفرد به الأنبياء وهو يعني تخييرهم بين الحياة والخلود فيها وبين الموت ودليله حديث عائشة رضي الله عنها في الصحيحين قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (ما من نبي يمرض إلا خير بين الدنيا والآخرة )
والمقصود من الحديث والله أعلم مرض الموت


5-لا يقبر –يدفن- النبي إلا حيث يموت

وذلك دليله من حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ( لم يقبر نبي إلا حيث يموت ) ولهذا دفن الصحابة رضوان الله عليهم رسولنا الكريم في حجرة عائشة حيث قبض

6-لا تأكل الأرض أجسادهم

وهذا من إكرام الله لأنبيائه ورسله أن الأرض لا تأكل أجسادهم فمهما طال الزمان وتقادم العهد تبقى أجسادهم محفوظة من البلى ودليله حديث رسولنا الكريم ( إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء)

هذه هي أهم اللمحات عن الإيمان بالرسل والعقيدة فيهم صلى الله وسلم عليهم أجمعين