هل الحب حقيقه ام وهم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

هذه هي المرة الثانية التي أقف فيها عاجزا أثناء تفكيري في موضوع... أصبح موضوع العصر في هذه الأيام...موضوع تحير فيه العالم بأكمله .. وراح الآلاف..بل الملايين... ضحايا لهذا الوهم ...

عندما وقفت لأفكر في معاني هذه الكلمة العظيمة التي تحمل في طياتها معاني البذل والعطاء والتضحية والإخلاص والمودة...مجرد كلمة بسيطة .. لكنها تحمل المعاني السامية..كلمة(أحبك)

تساءلت: لماذا رخصنا معانيها ؟
لماذا أسأنا إليها؟
لماذا أصبحنا نرددها كثيراً لكل من هب ودب ... دون أن نشعر بأي معنى من معانيها؟

وعندما وقف مع نفسى قلت أن هناك أنواع من الحب الحقيقي الصادق الذي لا يقبل المنافسة أو الجدل ... ومن أهمها :
حب الله للعباد .. فهو الحب الحقيقي الخالد إلى نهاية الدنيا..
وكذلك حب العباد الصالحين المؤمنين لله ولرسوله ولكتابه الكريم...
حب الآباء للأبناء.. فهذه حقيقة لا ينكرها إنسان...فكم يضحي الآباء بكل ما يملكون من أجل
سعادة الأبناء وراحتهم .. دون انتظار أي مقابل ...

حب الأخوة لبعضهم البعض .. مهما حدث بينهم من خلاف ... إلا في الحالات الشاذة التي تعقب سوء التربية والتنشئة الخاطئة...
حب الوطن الذي نشأ فيه الإنسان والشعور بالولاء والانتماء له...
هذه الأنواع من الحب .. لا يمكن أن يختلف عليها اثنان .. أو ينتطح عليها عنزان _كما يقال_

لكنني ما قصدت هذه الأنواع مطلقاً ... إنني أريد أن أتحدث عن الوهم الذي يخدع به الجنسان _الذكور والإناث_بعضهما البعض..

هل يوجد حقاً الشاب الذي يضحي بكل ما يملك من راحة وسعادة من أجل محبو بته؟
هل يوجد الشاب المخلص الصادق في مشاعره .. الذي يعيش لفتاة واحدة فقط .. يخلص لها ؟.. لا يخدعها ..لا يعذبها .. يتألم لألمها .. يفرح لفرحها.. يشاركها في كل أمور حياتها... يعتبرها جزءاً لا يتجزأ منه.. يعتبرها نفسه.. يتحدث إليها كأنما يتحدث إلى نفسه.. يصدقها القول..يشعر معها بأنه امتلك كل نساء الأرض.. يتقي الله فيها..

ولكي لا يتهمني البعض بالتحيز ... فإنني أتساءل نفس السؤال عن الفتيات..
هل توجد الفتاة التي عندما تحب .. تضحي من أجل من تحب.. وتتقبله بكل ما هو عليه .. تتحمل ظروفه.. تقف بجانبه .. تشعر أنها معه قد امتلكت كل رجال العالم..تشعره بالحنان والدفء والأمان .. وهو كذلك يبادلها نفس الشعور..

ما أبحث وأتساءل عنه هو الحب الذي تعبر عنه المواقف والتصرفات ... وليس كلمات الشعر والقصص الرومانسية التي تتلاعب بالمشاعر ..


وعندما تصطدم بالواقع .. يحدث الفراق والإهانة والتضحية بالمحب .. وليس التضحية من أجله...

تتبدل المشاعر .. لأنها نشأت في الخيال .. لم يكن لها أساس متين تستند إليه .. لكي تقاوم عواصف الحياة... فكانت كمن بنا بيتاً من القش .. وهو يوهم نفسه أن هذا البيت سيبقى .. لكن مع أول عاصفة يتطاير البيت .. وتتطاير معه الأحلام الوردية ... وتفزعنا الحقيقة وتجعلنا نشيب قبل الأوان ...

الحب الحقيقي مواقف وتصرفات .. وليس كلمات تخدع العقول وتخدرها .. وتجعلها تغيب عن الواقع وتعيش في الأحلام والأوهام...

وفي النهاية يبقى السؤال حائرا لا يجد إجابة...
ويبقى الحب بريئاً مما يحدث الآن من خداع ومكر وتلاعب بالمشاعر الطاهرة البريئة...وكل هذا المكر .. وكل هذا الحقد ... وكل هذا الغدر.. يلحقه الكثيرون باسم(الحب) .. والحب منهم برئ ...
فالحب أرقى المشاعر وأطهرها..
الحب غير أقسى القلوب (قلب عمر بن الخطاب) وجعله يلين ويبكي ... الحب طهارة . نقاء. عطاء _حتى لمن لا يقدرون العطاء...
هذا هو ما يحيرني .. ويشغل تفكيري ...
فهل من مجيب؟؟؟ منتظر ردودكم